بحسب علم النفس فلكل مثير استجابة، وانعدام المثير بالنسبة إليك، لا يعني عدم التزامك السلوك الأخلاقي في ما يستوجب رد الفعل، مما يشكل فعلك السيء برد فعل وعمل مضاد لدى الطرف الآخر، فالذي لا يعني لك شيئا بحسب رؤيتك الضيقة ،والانحياز الشخصي، والانكفاء على ذاتك، سيمثل مثيرا كبيرا للطرف الآخر، وعليه تتولد المشاعر السلبية لدى الطرفين، وقد تتفاقم الأمور وتخرج عن السيطرة، وربما تمتد تلك الآثار السلبية، وتنعكس تلكم الآثار إلى حدود غير مقبولة بل إلى لا حدود.

انتشر حديث بالعامية في وقت ما وبالتقريب قبل أكثر من 10 سنين يقول في شطر بيت من الشعر “وخير وسيلة للي تبي تذله احقره” كان هذا شطر بيت لحامد زيد، في إصدار ديوانه قصائد بعنوان الجمهرة، ورغم أن البيت له مدلولاته الخاصة فلا يصلح أن يشكل نموذجا للحياة، ويقصد هنا الحاسد والمخرب وله وجهة نظر معتبرة.

وخير دليل على ما نقول وأن التواصل مهم هو كما ورد في القرآن العظيم، ” وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا“ الفرقان. آية 64. وهنا حث على المخاطبة بالحسنى للذين يؤذون! فكيف بمن يسعون في الأرض للبحث عن البناء وتحقيق السعي في مناكبها، أليس من الأولى إجابتهم وإحسان الرد عليهم؟  فهذا دليل مباشر على أن رد الفعل مهم أن يعرفه الآخر، وأن يشعر به، وأن يعرف أن رسالته وصلت في زمن قل فيه الاحترام، وكثرت  فيه الأعذار، بل نجد من التبرير ما لا تقبله نفس مطمئنة.

وباختصار الكلام، فإنه على أولئك الذين منحوا فرصة بأن يكونوا ممثلين لجهات سواء يملكونها أو يعملون لأصحابها، أن يكونوا على قدر المسؤولية، وأن يجيدوا الرد، ويتعلموا فنون الاتصال والتواصل،,وغالبهم يعرفها تماما والأسوأ تجاهلهم لها، فضلا عن ترك العالمين تهيم في بحر من أفكار لا ساحل له، بل قد ترجع بالدعاء عليهم، وربما سباب ولعنات، وهم يتسببون في آلام، وقتل أحلام.

 بل ينبغي أن يمنحوا الآخرين معلومات مفيدة، وتوجيهات سديدة، وأن يركبوا قطار التعاون، ويحطوا برحالهم في منطقة السعادة.

يكفي أن تجيب ببعض كمات على أقل تقدير، ففي لينكد ان مثلا .. مرحبا، إذا توفر لدينا شاغر فسنتواصل بك، أو شكرا لرسالتك وقد نتواصل بك، أو تم استلام رسالتك، برجاء عدم تكرار الرسالة، وفي حال الاحتياج أو المطابقة سنتواصل معك، أو خلال ثلاثة أيام عمل نتواصل مع المرشح فقط، أو دعاؤنا لك بالتوفيق، في حال الترشح سنتواصل بكم خلال كذا وغيرها الكثير، ولكل مقام مقال.

إن الجاهل الذي يؤذي الناس ينبغي علينا مواجهته، وأن نقلب الطاولة عليه، ونعتبرهم جاهلون بأبسط حقوق الناس، وأن هذه فئة تفقد أقرب حس للتواصل، كما أنه يعطي انطباعا عن بيئة العمل هذه غالباً، وأن النجاة منها حياة، ناهيكم عن انعدام الأدب والأخلاق، وأنهم نشأوا وهكذا يعيشون في بيئة غير سليمة، نحن من يرسل لهم هذه الرسالة ونقول لهم (سلاما).